"مغامرات حمامة تطير كالسهم" لأفيروف - الكتاب الثانى من مبادرة "كتاب من كل دولة"
عرض: ياسمين الطوخي
فى كتابه (مغامرات حمامة تطير كالسهم) يتبع (إيفانجيلوس أفيروف) تقنية الحكى على لسان الحيوان(الحمامة فيلوس) كما فى كليلة ودمنة .. حيث يرتحل فيلوس من مكان إلى آخر ويعود إلى صاحبه إيكار ليحكى له مشاهداته ..
"ولكن ماالخطب! الكبار والصغار ، الرجال والنساء، كل البشر لا يفكرون إلا فى القتل؟ هل هذا حال الإنسانية جمعاء؟ فهم فيلوس الآن لماذا تنشب الحروب. إنها تقم لا كما يدعى السيد إيكار لمسائل تتعلق بالحدود والمستعمرات والأقليات بل لأن الإنسان - ربما دون أن ينتبه إلى ذلك مخلوق دموى ، يتلذذ بمغامرات القتل..." يأتى ذلك على لسان فيلوس بعد أن يلحظ سمات البشر السيئة على عكس سمات سيده الطيبة والتى تنزع إلى القتل سواء كبار أو صغار ، ليجد زوجين من الورود مثالاً للحب والحياة والسلام حيث قالت الوردة :"هل تعرف من الذى يزوجنا كل عام؟ النحلة. أجل النحلة. أنها توحد بيننا عندما تصنع من قبلتنا عسلها. هل يمكنك أن تتصور ذلك؟ فى قبلاتنا من الحلاوة ما يجعل منها عسلاً."
ثم يرتحل فيلوس إلى أماكن آخرى ، يشاهد حمائمًا بشريًا أو مخلوقات غريبة كما وصفها من كوكب آخر ، يحققون معه اشتباهًا فيه ثم مايلبثون أن يطلقوا سراحَه بعد أن يطمئنوا إليه ويفوز فى سباق الطيران ..
لهذا كان فيلوس الحمامة التى تطير كالسهم حيث تعنى فيلوس السهم وذلك لنشاطِها وسرعتها الفائقة حيث دائمًا ما يكون أكثر سرعة عن أقرانه فى الصعود والهبوط الذى يلتزم فيه خطًا أكثر عمودية مما يلتزمون ..
هذه السرعة الفائقة التى مكنته من خوض مغامراته ليطأ أماكن عدة فيُثرى مشاهداته والتى كانت من أبرزها كذلك هذه المفارقة بين أغنى تجار المدينة والحداد . حيثُ رفض الأول أن يضع مزيدًا من الحطب فى المدفأة من أجل زوجته وابنه الذى أستعطفه وهو يئن من شدة البرد . أما الثانى ، فكانت زوجته تحاول أن توقفه عن وضع مزيد من الحطب فى المدفأة لأنهم لسوا فى حاجة لكل هذه التدفئة واستخدام هذا القدر من الحطب حيثُ وضعهم المادى البسيط !
وكذلك لقاؤه مع أحد الحمائم الزاجل الذى ينتمى إلى الطبقة الارستقراطية ويعمل فى عصابة للهيروين ، فيُظهر فيلوس مدى احتقاره للأرستقراطيين من الحمام والبشر لأن أغلبهم سيئون .
لتنتهى حكايات فيلوس بمشهدٍ غاية فى الروعة - بعد نقاش طويل مع أحد شباب الحمائم عن الديمواقراطية والفوضى - حيثُ يتنازل فيلوس عن رئاسته لجمهورية الحمام لإيجلون الشاب المتمرد من الحمام ليرسخ مبدأ (تداول السلطة) مختتمًا حديثه عندما سأله إيجلون عن عدم معقولية أن يحيا بينهم شأنه شأن أى مواطن آخر قائلا :"سوف يمكننى ذلك ، لأننى أعتبر نفسى رئيس دولة حقًا . والرئيس الحقيقى يجب أن يكونَ قادرً على أن يحيا فى كوخ كما يحيا فى قصر."
*عن الكتاب والمؤلف : تنتمى حكاية فيلوس إلى الأدب اليونانى الحديث وكاتبها (أفيروف) الذى تخطى المحلية إلى العالمية باعتراف الأكاديمية الفرنسية التى منحته ميداليتها الذهبية . وقد تقلد منصبى وزير الخارجية ووزير الدفاع . وقد صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1980
*عن المترجم : ترجم هذا الكتاب د.نعيم عطية ، وقدم له وراجعه د.لويس عوض . وقد صدرت له عدة ترجمات ودراسات عن الأدب اليونانى الحديث .
"ولكن ماالخطب! الكبار والصغار ، الرجال والنساء، كل البشر لا يفكرون إلا فى القتل؟ هل هذا حال الإنسانية جمعاء؟ فهم فيلوس الآن لماذا تنشب الحروب. إنها تقم لا كما يدعى السيد إيكار لمسائل تتعلق بالحدود والمستعمرات والأقليات بل لأن الإنسان - ربما دون أن ينتبه إلى ذلك مخلوق دموى ، يتلذذ بمغامرات القتل..." يأتى ذلك على لسان فيلوس بعد أن يلحظ سمات البشر السيئة على عكس سمات سيده الطيبة والتى تنزع إلى القتل سواء كبار أو صغار ، ليجد زوجين من الورود مثالاً للحب والحياة والسلام حيث قالت الوردة :"هل تعرف من الذى يزوجنا كل عام؟ النحلة. أجل النحلة. أنها توحد بيننا عندما تصنع من قبلتنا عسلها. هل يمكنك أن تتصور ذلك؟ فى قبلاتنا من الحلاوة ما يجعل منها عسلاً."
ثم يرتحل فيلوس إلى أماكن آخرى ، يشاهد حمائمًا بشريًا أو مخلوقات غريبة كما وصفها من كوكب آخر ، يحققون معه اشتباهًا فيه ثم مايلبثون أن يطلقوا سراحَه بعد أن يطمئنوا إليه ويفوز فى سباق الطيران ..
لهذا كان فيلوس الحمامة التى تطير كالسهم حيث تعنى فيلوس السهم وذلك لنشاطِها وسرعتها الفائقة حيث دائمًا ما يكون أكثر سرعة عن أقرانه فى الصعود والهبوط الذى يلتزم فيه خطًا أكثر عمودية مما يلتزمون ..
هذه السرعة الفائقة التى مكنته من خوض مغامراته ليطأ أماكن عدة فيُثرى مشاهداته والتى كانت من أبرزها كذلك هذه المفارقة بين أغنى تجار المدينة والحداد . حيثُ رفض الأول أن يضع مزيدًا من الحطب فى المدفأة من أجل زوجته وابنه الذى أستعطفه وهو يئن من شدة البرد . أما الثانى ، فكانت زوجته تحاول أن توقفه عن وضع مزيد من الحطب فى المدفأة لأنهم لسوا فى حاجة لكل هذه التدفئة واستخدام هذا القدر من الحطب حيثُ وضعهم المادى البسيط !
وكذلك لقاؤه مع أحد الحمائم الزاجل الذى ينتمى إلى الطبقة الارستقراطية ويعمل فى عصابة للهيروين ، فيُظهر فيلوس مدى احتقاره للأرستقراطيين من الحمام والبشر لأن أغلبهم سيئون .
لتنتهى حكايات فيلوس بمشهدٍ غاية فى الروعة - بعد نقاش طويل مع أحد شباب الحمائم عن الديمواقراطية والفوضى - حيثُ يتنازل فيلوس عن رئاسته لجمهورية الحمام لإيجلون الشاب المتمرد من الحمام ليرسخ مبدأ (تداول السلطة) مختتمًا حديثه عندما سأله إيجلون عن عدم معقولية أن يحيا بينهم شأنه شأن أى مواطن آخر قائلا :"سوف يمكننى ذلك ، لأننى أعتبر نفسى رئيس دولة حقًا . والرئيس الحقيقى يجب أن يكونَ قادرً على أن يحيا فى كوخ كما يحيا فى قصر."
*عن الكتاب والمؤلف : تنتمى حكاية فيلوس إلى الأدب اليونانى الحديث وكاتبها (أفيروف) الذى تخطى المحلية إلى العالمية باعتراف الأكاديمية الفرنسية التى منحته ميداليتها الذهبية . وقد تقلد منصبى وزير الخارجية ووزير الدفاع . وقد صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1980
*عن المترجم : ترجم هذا الكتاب د.نعيم عطية ، وقدم له وراجعه د.لويس عوض . وقد صدرت له عدة ترجمات ودراسات عن الأدب اليونانى الحديث .
تعليقات
إرسال تعليق