"يزول" لمارانجو - الكتاب الثالث من مبادرة "كتاب من كل دولة"
عرض: ياسمين الطوخي
"قال لى وهو يشير إلى لوحة عليها قصر ومختومة بالعربية (يزول) انظرى ماذا أحضروا لى بالأمس وقال إن كلمة يزول معناها كل شئ يضيع". "... عندما ماتت جريتا أجرتُ المنزل ولم أخذ منه أى شئ سوى هذه اللوحة"
فى هذه المقتطفات ، يتبين لنا مصدر تسمية الرواية بهذا الاسم الذى يجعلك تستمر فى القراءة لتعرف ما إذا كان هناك شئ يزول بالفعل !
فى رواية (يزول) شخصيات وأزمنة تتردد على أماكن تعد هى أبطال الرواية الحقيقية حيثُ تعنون الكاتبة فصولَ روايتها بأسماء هذه الأماكن . ترى تنوعًا لا فى الزمن فحسب بل فى سمات الشخصيات ، بدياناتِها الثلاث وارتباطها بأماكنها تعكس تعددية الثقافة اليونانية ومن ينتمى إليها حتى أن المترجم د.خالد رؤوف يصف الأديبة أنها (كوزموبوليتانية) فمثلاً ترى وصفها للمولد النبوى فى استانبول فتقول :
"كان عيد المولد النبوى وخرجوا ليشاهدوا الاحتفالات . كانت بوادر فصل الربيع بدأت فى الظهور وكانت هناك رائحة طيبة فى الجو كأن الربيع يحتفل معهم أيضا بيوم العيد...أمام منازل الأثرياء كانت هناك مجموعة من الفوانيس عليها حرف الميم ، أول حرف من اسم النبى أو سورة من القرآن...وفى تمام الساعة التاسعة سُمع دوى المدافع التى تعلن عن مولد الرسول؟كانت الليلة ساحرة"
وكذلك تجد الأديبة تعبر عن دواخل الإنسان الفرد منا على لسان إحدى شخصياتِها ويتداخل صوت الراوية معها كأننا لا نختلف كثيرًا رُغم كل الاختلافات التى تبدو ظاهرة أمامنا لتثبت انتماءها للإنسانية جمعاء فتقول :"تابعتْ لولا تحولات كارولينا باندهاش وراحت تفكر كيف لإنسان أن يتغر من يوم لآخر عندما يجد الشئ الذى خلق من أجله. هناك الكثير من الناس الذين لا يجدونه أبدًا."هل وجدته أنا؟" فكرت بتأمل ، وحياتى هل مرت من أمام عينىّ مثل فيلم سينمائى. هل أنا سعيدة بزواجى ... ماذا كان هذا الشئ الذى كنت أريده؟ ربما حياة هادئة ؛ أن تسمع الطيور فى الصباح ، أن تصنع الزيتون ، أن يحبها الناس ، أن يكون لها اثنان أو ثلاثة من الأصدقاء المحببين. هل هذا كان سيملأ ويكفى حياتها؟ كانت تحب أن ترقب الناس حولها.
*يذكر أن الأديبة نيكى مارانجو وُلدت فى قبرص عامي 1948 ووافتها المنية فى مصر 2013 وحاصلة على عدة جوائز أدبية كبرى منها جائزة كفافيس 1998
*المترجم :د.خالد رؤوف - مصرى - حاصل على دبلوم الترجمة من جامعة أثينا وإجازة الماجستير والدكتوراه بمرتبة الشرف من جامعة شيكاغو . له عدة ترجكات عن اليونانية والانجليزية . ومن أهم أعماله المترجمة عن اليونانية أليكسس زوربا - سيرته وحياته لكازانتزكس - وصدر عن المركز القومى للترجمة - مصر وقد تمت الإشارة إلى هذا الكتاب فى مقال سابق ، يمكنك الرجوع إليه عن طريق هذا الرابط https://yasmeeneltokhy.blogspot.com.eg/2017/02/6.html
*الطبعة : صادر عن الهيئة العامة المصرية للكتاب - سلسلة الجوائز رقم 139 عام 2016
فى هذه المقتطفات ، يتبين لنا مصدر تسمية الرواية بهذا الاسم الذى يجعلك تستمر فى القراءة لتعرف ما إذا كان هناك شئ يزول بالفعل !

"كان عيد المولد النبوى وخرجوا ليشاهدوا الاحتفالات . كانت بوادر فصل الربيع بدأت فى الظهور وكانت هناك رائحة طيبة فى الجو كأن الربيع يحتفل معهم أيضا بيوم العيد...أمام منازل الأثرياء كانت هناك مجموعة من الفوانيس عليها حرف الميم ، أول حرف من اسم النبى أو سورة من القرآن...وفى تمام الساعة التاسعة سُمع دوى المدافع التى تعلن عن مولد الرسول؟كانت الليلة ساحرة"
وكذلك تجد الأديبة تعبر عن دواخل الإنسان الفرد منا على لسان إحدى شخصياتِها ويتداخل صوت الراوية معها كأننا لا نختلف كثيرًا رُغم كل الاختلافات التى تبدو ظاهرة أمامنا لتثبت انتماءها للإنسانية جمعاء فتقول :"تابعتْ لولا تحولات كارولينا باندهاش وراحت تفكر كيف لإنسان أن يتغر من يوم لآخر عندما يجد الشئ الذى خلق من أجله. هناك الكثير من الناس الذين لا يجدونه أبدًا."هل وجدته أنا؟" فكرت بتأمل ، وحياتى هل مرت من أمام عينىّ مثل فيلم سينمائى. هل أنا سعيدة بزواجى ... ماذا كان هذا الشئ الذى كنت أريده؟ ربما حياة هادئة ؛ أن تسمع الطيور فى الصباح ، أن تصنع الزيتون ، أن يحبها الناس ، أن يكون لها اثنان أو ثلاثة من الأصدقاء المحببين. هل هذا كان سيملأ ويكفى حياتها؟ كانت تحب أن ترقب الناس حولها.
*يذكر أن الأديبة نيكى مارانجو وُلدت فى قبرص عامي 1948 ووافتها المنية فى مصر 2013 وحاصلة على عدة جوائز أدبية كبرى منها جائزة كفافيس 1998
*المترجم :د.خالد رؤوف - مصرى - حاصل على دبلوم الترجمة من جامعة أثينا وإجازة الماجستير والدكتوراه بمرتبة الشرف من جامعة شيكاغو . له عدة ترجكات عن اليونانية والانجليزية . ومن أهم أعماله المترجمة عن اليونانية أليكسس زوربا - سيرته وحياته لكازانتزكس - وصدر عن المركز القومى للترجمة - مصر وقد تمت الإشارة إلى هذا الكتاب فى مقال سابق ، يمكنك الرجوع إليه عن طريق هذا الرابط https://yasmeeneltokhy.blogspot.com.eg/2017/02/6.html
*الطبعة : صادر عن الهيئة العامة المصرية للكتاب - سلسلة الجوائز رقم 139 عام 2016
تعليقات
إرسال تعليق