عندما يكون الحكي قوة، لهذا اخترتُ أن أحكى
كتابة: ياسمين الطوخي
لهذا اخترت أن أحكى، حكايات من موقع نون
أحيانًا تحتاج إلى البحث عن إجابة بداخلك أو دعم، أو تغذية حيرة انتابتك، بالجلوس مستمعًا إلى تجربة إنسان، وبعض الأحيان تهتاج حالتُك فيصير بحثك تفتيشًا فى نفوسٍ إنسانية عدة. وفى هذه الحالة، يكون هذا النوع من الكتب هو الأنسب إن وجدته.

فى خليطٍ يتحدث عن البهجة والأمل والألم والحزن والحب والفرحة والخذلان والسكن. معنى تُفرد له الصفحات وآخر يُغزَل فى سطر. لا تعتد بالكم، بل بنقاءِ الحكى وجمالِه، والنصيحة بين طياتِه.
ولعله الكتاب الأول الذى أميل معه إلى نشر مقتطفاتٍ منه عن الكتابة عنه، حتى لا يفقد الحكى الأصلى على لسان كاتباته رونقَه.
"المهم يعنى.. عيشى الواقع يا عزيزتى واستمتعى بيه، تمردى على العالم اللى مُصر يقنعنا إن كل حاجة مهمة هى اللى مش فى إيدينا..."
"اكتشفت مع الوقت أن المتعة المسروقة فى غفلة من كل التفاصيل المزعجة تروقنى أكثر، أن أشعر بأننى ما عدت أحتمل أكثر فأنسحب إلى ذاتى وأخرج إلى عالم المتعة."
"عرفتُ واختبرت أن الوجع حين يشتد على روحى تنبت مساحة خضراء فى القلب ... أنتِ فقط ما تريدينه، سيرونك كيفما تشاءين."
"لا تنسى أن هناك قدمين، فبعد التحليق ستحتاجين للسكون على الأرض، ستهبطين وتقفين على قدميك، دعينى أخبرك عن هاتين القدمين؛ إحداهما شبكة علاقاتك الجديدة، ... استقبلى وأنتجى المساندة، ... لو تحدثت عن القدم الأخرى فسأخبرك عن سر العمل، ..."
"حينما تصلين إلى خطوط النهايات ارقصى رقصة الانتصار، وارقصى حتى تتعرقى فتخرج الخيبات مع قطرات العرق والذكريات المؤلمة وشوك الطريق. وارقصى حتى تشعرى بالدوار فتتناثر الظلمات من داخل قلبك فينبض بالنور."
"فمنذ خسارة آخر فرصة لها وهى تحاول مساعدة البشر بإعطائهم فرصًا كبيرة جدًا؛ لأنها تعرف جيدًا عناء ألا يعطيك أحدهم فرصة."
"الأولة .. بسم الله. وفى الأولة قصة لاثنين قد تكون حبًا، قد تكون معرفة صالونية.. لتكون ما تكون القصة المنتهية بالزواج، لا نُعنى بالتفاصيل التى أدت إلى الزواج، ولكن تعنينا متتالياته الدافئة. لا ندرى كيف لتلك الحركات الحميمية الضبابية فى وقت حدوثها، الشاردة بأرواحنا وأجسادنا فى لحظات قصيرة، مخلفة وراءها سحبًا من السعادة نمتطيها بخمول قد تجعل بطوننا منتفخة وظهورنا محنية إلى الخلف، ويدللنا العالم (أصل أنتِ حامل)."أما فى المقتطفات التالية فإنها من مقال أعترف بأنه جدير بالقراءة مراتٍ عدة، وأن الاقتطاف منه يخل به؛ لكننى أردتُ أن أكتبهم مؤقتًا حتى تقرأه بنفسِك عزيزى القارئ كاملاً بعنوان (أقول يا بنيتى)
"أقول يا بنيتى .. فإنه قد يعجزك الكلام، لكن حاشاك أن يُعجزك الشعور، القلبُ أوسع من اللسان، أوسع من اللغات كلها ... وستتجنبين الخوفَ من التجربة طالما فى جوفك قلبٌ أبيض؛ فالتجارب حق وواجب ومتعة وطريق. ... كلُ المشاعر قابلة للاختصار والتكرار والنسخ والمسخ والابتذال والتشويه، إلا السكن، ... بنيتى، اعلمى أن كلنا وحيدون جدًا، وكثيرًا ما نجنح للعزلة، من خوف أو من حيرة، لكننا يمكن أن نكون وحيدين معًا، فأحسنى اختيارَ من تتحمله وحدتُك... كونى ممكتنة لقلبك الذى عرف متى يغير وجهته؛ ولأنه لم يخذلك كما خذلك الأقربون..."وأخيرًا، تقول الصلاة الربية (لا تدخلنا فى التجربة يا الله ولكن نجنا من الشرير). وأنا أقول دائمًا (أدخلنا فى التجربة يا الله ولكن نجنا من شر أنفسنا). وكذلك اتفقت معى كاتبة المقال الأخير فى هذا الأمر فتقول:"كل تجربة دخلا هى بستان نور، خلعت نعلى وطينى من التجربة التى سبقتها قبل أن أخطو إلى واديه البكر أو أغترف من نهره ... نعم، روحى دائمًا تصلى لكل كبوة اتسعت لى كطفلة تكتشف العالم، جربتنى/جربتها، زرعت فى روحى ريحانة ذكية من غفران، وأهلتنى لما عليه قلبى من حساسية الآن."
تعليقات
إرسال تعليق