(ع المكنة) مآلات الثورة وآمال اليوم

كتابة: ياسمين الطوخي


"أدركت أن البنى آدم منا حين ينظر خلفه لا يجد أنه أصاب خطوة أو حقق مكتسبا فيزداد هما على هم."
عندما تقرأ هذه المجموعة القصصية (ع المكنة) للكاتب (أحمد هوارى) التى كُتبت قبل عقدٍ من ثورة، فتتذكر كيف كنا، وتقيسه بما صرنا إليه. فيصيبك فرحٌ بالإنجاز ممزوج بهم تحديات المستقبل.


فى هذه المجموعة القصصية، تجد أننا على المكنة نسير بسرعة فى ماضٍ قريب لازلنا نغالبه، نختلس النظرات على ملفاتنا عبر المكنة السريعة التى نقودها أملا فى الوصول السريع إلى أفضل طريقٍ ممكنة.
وبين المكنة والإمكانية، نجد مفتتح المجموعة القصصية مفعم بأسئلة حول الرؤية، وقد رأينا أخيرًا بالفعل؛ فتقرأ عددا من القصص الواقعية المليئة بالمفارقات التى تضحكنا وتبكينا فى آن!


"ولربما كانت هذه أكثر لحظاتها معا صدقا وحميمية.. إذ أنه كان فى الظلام المحيط بهذه المنطقة، وجوها الخانق بأدخنة السيارات ورائحة الفضلات الآدمية المترامية على الأطراف ما يمنحنا الثقة بأن حبنا سيستمر رغم أية صعاب أو تحديات..."

وتمر المكنة سريعا مصورة أحوال الشباب آنذاك والتحديات التى تواجههم، حال السكة الحديد، التحرش، الغلاء، مشكلة النظافة، الزحام، انفلونزا الخنازير، مستشفيات الصحة وعدم جاهزيتها.. وغيره من ملفات عانت منها البلد قبل ثورة يناير وتجاهد الآن رغبةً فى الخلاص من أوجاعٍ أثخنتها لتنهى ما أشيع من أن "وكل حاجة عمالة تغلى.. ما عدا البنى أدم."  فيصير شغلها الشاغل الآن (بناء الإنسان)


والمجموعة القصصية (ع المكنة) كتبت ونشرت إلكترونيا على مدار عامين قامت ثورة يناير فى مطلع ثالثهما، وهى مكونة من أربع عشرة قصة منها رباعية. صادرة عن مكتبة جزيرة الورد.
اما عن الكاتب فهو الكاتب الصحفى أحمد هوارى، الصحفى بالأهرام، نشرت له مجموعة قصص مترجمة عن الإيطالية بالأهرام، وقد نشرت مؤخرا روايته أحفاد قابيل.

تعليقات

المشاركات الشائعة