ثلاثة تحديات أمام رئيس الشباك الجديد الممنوع نشر اسمه .. تعرف عليه
كتب: يوأف ليمور، وأريل كاهنا
عرض وترجمة: ياسمين الطوخي
نشر موقع إسرائيل اليوم – الاربعاء الماضى- تقريرًا عن رئيس جهاز الأمن العام الجديد الممنوع نشر اسمه والمعروف فقط بالسيد راء حيث تناول الحديث عن قرار تعيينه على يد رئيس الوزراء الإسرائيلى، وخلفيته العملية، والتحديات التى يواجهها السيد راء مع توليه لمنصب رئيس جهاز الأمن العام المعروف بالشاباك. حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى نفتالي بينيت، أمس الاربعاء، تعيين السيد راء رئيسًا لجهاز الأمن العام (الشاباك) خلفًا لـ(نداف أرغمان) رئيس جهاز الأمن العام الحالى الذي ستنتهى فترة رئاسته للجهاز منتصف شهر أكتوبر القادم وذلك بعد انتهاء مدة رئاسته للجهاز المنصوص عليها فى القانون وهى خمس سنوات، وخاصةً بعد إجابة طلبه بمد فترة رئاسته لبضعة أشهر إضافية.
خلفية السيد راء:
يشغل
حاليًا السيد راء الرئيس الجديد للشاباك-والممنوع نشر اسمه- منصب نائب رئيس
الشاباك حيث يبلغ من العمر 55 عامًا، متزوج وأب لثلاثة أطفال. كما أنه حاصل
على درجة البكالوريوس فى العلوم السياسية والفلسفة من جامعة تل أبيب وكذلك درجة
الماجستير فى الإدارة العامة من جامعة هارفارد.
صورة السيد راء - مأخوذة عن موقع يديعوت أحرونوت |
وفى عام 2016 تم تعيينه رئيس لشعبة الأركان المسؤولة
عن بناء وضمان قوة الجهاز. حتى تم تعيينه نائبًا لرئيس الجهاز وهو المنصب الذى
شغله لمدة عامين ونصف حتى ترقيته لمنصب رئيس الجهاز.
ويقول
التقرير أنه قد تم منح العمليات التى قادها السيد راء والوحدات التى ترأسها عددًا
من الجوائز الأمنية فى ضوء سنوات خبرته الطويلة وأدائه وفهمه للتحديات الخطيرة التى
تواجه دولة إسرائيل بشكل عام، وجهاز الأمن العام بشكل خاص. ولذلك اختاره رئيس
الوزراء نفتالى بينيت رئيسًا لجهاز الأمن العام.
المنافسة بين السيدين راء:
يذكر
التقرير أن المنافس أمام السيد راء هو السيد راء الثانى وكلاهما نشأ فى الشاباك.
حيث بدأ السيد راء الثانى عمله كمنسق وقام بعدة مهام فى المنطقة، ومنها مهمته فى
شعبة التكنولوجيا حيث خدم كرئيس المنطقة الجنوبية فى المنظمة، وكذلك كرئيس لشعبة
الأركان. وكان النائب الأول لرئيس جهاز الأمن العام الحالى (نداف أرغمان)
وظل ينتظر السيد راء الثانى منذ أنهى مهمته الأخيرة
خطوةً جديدة فى مساره المهنى داخل الشاباك. حيث يخدم الآن فى إدارة تطوير الأسلحة
والبنية التحتية التكنولوجية بوزارة الدفاع. وجدير بالذكر أن كلا السيدين يتحدثان
اللغة العربية، وتخرج كلاهما من مؤسسة (وكسنر). وهى مؤسسة خيرية يهودية امريكية
تقدم برامج تدريب وتطوير للمهنيين بهدف تقوية القيادة والتميز الإدارى للعاملين فى
القطاع العام الإسرائيلى، وللتجمعات اليهودية فى أنحاء العالم.
تداعيات تعيين السيد راء:
يذكر
التقرير أن تعيين السيد راء سيؤدى بطبيعة الحال إلى تقاعد السيد راء الثانى، كما
أنه من المحتمل أن يؤدى إلى تقاعد عدد من كبار أعضاء الجهاز فى وقت لاحق، حيث
سيتفهمون أن فرصهم فى الترقية قد تلاشت. حيث أنها بذلك عملية طبيعية وضرورية كما
يقول السيد (نداف أرغمان) نفسه بأن الوقت قد حان لضخ دماء جديدة فى الشاباك، ويخطط
(أرغمان) للذهاب فى إجازة طويلة ولا ينوى التواجد فى الساحة السياسية
وقد صرح رئيس الوزراء نفتالي بينيت قائلاً: أن السيد راء مقاتل شجاع وقائد ممتاز، وأنه ليس لديه شك فى أن السيد راء سيقود الشاباك إلى آفاق جديدة من التميز من أجل أمن إسرائيل.
رئيس الوزراء الإسرائيلى نفتالى ورئيس الشاباك نداف مأخوذة من إسرائيل اليوم |
التحديات الثلاثة أمام رئيس جهاز
الشاباك الجديد:
1.التحدى السيبرانى:
روج
أرغمان خلال فترة رئاسته للشاباك لقوة مجالين أساسيين داخل الجهاز: الأول هو مجال
الاتصال العملياتى الاستخباراتى، والذى انعكس ضعفه خلال عملية حماة الجدران فى
قطاع غزة كما تطلق عليها وسائل الإعلام الإسرائيلية، والمعروفة عربيًا بالمواجهات
الإسرائيلية الفلسطينية مايو 2021 أو بمواجهات القدس على خلفية أحداث حى
الشيخ جراح بالقدس.
أما الثانى فهو المجال التكنولوجى والذى أحرز فيه
الجهاز قفزة كبيرة في القدرات والاستجابة.
ويرى
التقرير أن السيد راء الذى يخلف أرغمان فى منصبه يواجه ثلاث تحديات رئيسية: الأول
خاص بمجال الاتصال العملياتى الاستخباراتى والذى انبثق عن العملية الإسرائيلية
بقطاع غزة. فقد غاب الشاباك عن أعمال الشغب فى المدن المتورطة فيه، حيث لا يتعلق
الأمر بالغياب عن الوقت المحدد لاندلاع العنف. بل عن طريق تحديد التيارات العميقة
فى المجتمع العربى والتحذير والبحث عن حل مبكر للمشكلة، خاصة فى ظل الشك فى وجود
عنصر قادر على رصد ما يحدث بدقة.
لكن
الإصلاح مطلوب الآن، حيث بدأ تفعيله عن طريق تدخل الشاباك فى تحديد مكان المتورطين
فى أعمال الشغب واعتقالهم واستجوابهم، فهذا التحدى مازال أمامه وقت لتحقيقه. حيث
يجب على جهاز الشاباك أن يؤدى دوره كضابط استخبارات محلى يضطلع بعرب إسرائيل بشكل
موسع، وكذلك باليمين المتطرف لاحتمالية العنف من جانبه. والذى انتقل جزئيًا إلى
ممارسة نشاط مكثف على وسائل التواصل الاجتماعي (وقد حذر أرغمان من هذا الأمر الذى
يتطلب إجراءات أكثر صرامة).
2. تحدى السلطة الفلسطينية:
يعد التحدى الثانى أمام السيد راء هو السلطة الفلسطينية. فأبو مازن يواجه ضعف لموقفه فى الداخل الفلسطينى، كما تواجه شعبيته تدنٍ غير مسبوق بسبب قراره بتأجيل الانتخابات. خاصة فى ضوء الشعبية التى اكتسبتها حركة حماس بعد الأحداث الأخيرة فى القدس الشرقية. ومن المحتمل أن يكون خليفة أبو مازن أكثر تطرفًا مما هو عليه الآن، وقد يسعى أيضًا إلى التعاون مع حماس. وقد أهملت إسرائيل الساحة الفلسطينية منذ سنوات عديدة.
ويرجع ذلك إلى الهدوء الأمنى النسبى الذي يسود
رسم توضيحى مأخوذة من موقع إسرائيل اليوم |
3. التحدى المؤسسى:
ويختتم التقرير بذكر التحدى الثالث أمام السيد راء،
وهو تحدى مؤسسى داخل الشاباك نفسه لما له من آثار تشغيلية بعيدة المدى. حيث قام
أغرمان بإعادة تنظيم واسعة النطاق داخل وحدة الأمن السيبراني فى الشاباك. لكن الآن
هناك حاجة إلى قرارات دراماتيكية من أجل تحسين قدرات هذه الوحدة. فالقرار الجوهرى
الذى سيتخذه السيد راء هو ما إذا كان سيتم استمرار الفصل بين وحدة الأمن السيبرانى
وبين وحدة تكنولوجيا المعلومات (IT) أم سيتم دمجهما فى وحدة واحدة.
ومن الجدير بالذكر، أنه تم دمج الوحدتين خلال فترة
تولى (يوسى كوهين) رئاسة الموساد، لكن خليفته (ديدى برنع) يقوم الآن بالفصل بين
الوحدتين مرة أخرى.
تعليقات
إرسال تعليق