الدروس المستفادة من حرب أكتوبر وقضية سجن جلبوع

 

العنوان الأصلى: أحد الدروس المستفادة من حرب عيد الغفران (حرب السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان المجيدة) هو الاستعداد لكل سيناريو بجدية تامة

كتبت: د.أوريت ميلر كَتَف

عرض وترجمة: ياسمين الطوخي

كتبت د.أوريت ميلر كَتَف الأستاذة بجامعة تل أبيب فى موقع معاريف الاثنين الماضى 13 سبتمبر 2021 مقالاً -عشية ليلة الاحتفال بعيد الغفران اليهودى- تستعرض فيه الدرس المستفاد من حرب السادس من أكتوبر وتطبقه على حدث هروب المساجين من سجن جلبوع تعليقًا على ما يدور فى الداخل الإسرائيلى عقب الحادث. وإليكم نص المقال.

ذكرنى حادث هروب المعتقلين من سجن جلبوع الذى زلزل البلاد فى الفترة الأخيرة بالحادث الذى وقع عندما كنت جندية بالجيش الإسرائيلى. إذ ذات ليلة أثناء نوبة حراسة أحد الجنود لموقع برج مراقبة بعيد فى القاعدة والذى لا يصل إليه أحد قط، سمع فجأة أحد الأشخاص يتسلل إلى الموقع، فتوتر وأسرع إلى إتباع التعليمات. ثم اتضح أن أحد القادة فى القاعدة كان يجرى عملية تفتيش مفاجئة حينما اقترب منه. وأجرى القائد حديثًا مقتضبًا مع الجندى فى الموقع حتى أنه استرق السمع فاحصًا المستوطنات البعيدة وشارك الجندى نوبة حراسته.


بعد قليل، لاحظ القائد كيسًا بلاستيكيًا ملونًا ملقَ على أرض موقع الحراسة، فسأل الجندى: ما هذا؟ لماذا لم ترفعه عن الأرض؟ فأجابه الجندى أن الكيس لا يخصه. أثارت هذه الإجابة غضب القائد الذى عاقب الجندى بأن حبسه فى القاعدة لمدة يومى سبت متتاليين (أسبوعين). وكان الاستنتاج جليًا لنا جميعًا: أننا مسئولون عن كل شئ فى نطاق مجالنا، حتى لو كان هناك شخص قبلنا، ومنذ ذلك الموقف ونحن حذرون فى نوبات حراساتنا.

صورة عن حرب عيد الغفران/أكتوبر مأخوذة عن موقع معاريف


يحل هذا الأسبوع عيد الغفران، الذى يصادف 48 عامًا مضت على اندلاع حرب عيد الغفران (حرب السادس من أكتوبر) التى أظهرت بها واقعنا الحقيقى. ورغم أن كل التحذيرات كانت على طاولة الحكومة، إلا أن المفهوم كان خاطئًا للغاية. فالغرور طفى على وضوح القرار مما أدى بنا إلى عواقب وخيمة. فالآلاف من مصابى حرب عيد الغفران (حرب أكتوبر المجيدة) لايزالون يحملون ندوبًا فى أجسادهم وأرواحهم حتى يومنا هذا. بالإضافة إلى آلاف العائلات الثكلى جراء فقدان أحبائهم. وعلى هذا، فإن الدرس المستفاد من حرب عيد الغفران (حرب العاشر من رمضان) هو عدم الاستخفاف بأى شئ على الإطلاق، والاستعداد لكل سيناريو بجدية تامة. 


وعودة إلى قضية هروب المعتقلين من سجن جلبوع، فالمهم الآن هو التنفيذ الكامل لجميع الاستنتاجات والدروس المستفادة من أجل إعادة تأهيل وتحسين الأوضاع لجميع السجون الإسرائيلية. ومن الأهمية بمكان أن تواصل كاتى بيرى مفوضةُ مصلحة السجون الإسرائيلية قيادة عملية بناء وإعادة تأهيل السجون الإسرائيلية. حيث أن الأصوات المتعالية ضد استمراريتها بمنصبها خاطئة ولن تؤدى إلا لمزيد من التسويف والتباطؤ.


والآن تقف كاتى بيرى أمام شعبها لتعطى مثالاً لتحمل المسئولية المهنية، بالإضافة لإدراكها لوجود فجوة كبيرة بين الواقع والمأمول. واليوم تُسند إليها مهمة إعادة تأهيل الواقع المرير وتنفيذ توصيات لجنة التحقيق الحكومية التى ستُشكل لفحص الفشل بمصلحة السجون الإسرائيلية.


وتختتم د.أوريت المقال قائلة: لقد حان الوقت لتسليط الضوء على الإخفاقات الكثيرة التى كانت ولا زالت موجودة بعد سنوات عديدة من الإهمال والصمت عنها. كما أنه الوقت المناسب للشد على أيدى كل أولئك العاملين فى هذا القطاع الصعب الخاص بأمن إسرائيل.


تعليقات

المشاركات الشائعة