العلاقات الإسرائيلية الألمانية فى عهد ميركل بين التقارب وخيبة الآمال

العنوان الأصلى: أنجيلا ميركل تمثل قيادة من نوع مختلف

كتب رون بروسور فى إسرائيل اليوم - رئيس معهد أبا إيفن للدبلوماسية الدولية بجامعة رايخمان بهرتسيليا، والمدير العام السابق لوزارة الخارجية وسفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة والمملكة المتحدة- يوم السبت 25 سبتمبر 2021 مقالا عن العلاقات الإسرائيلية الألمانية عقب انتهاء ولاية المستشارة انجيلا ميركل، حيث يرى أنها أظهرت التزامًا حقيقيًا تجاه الشعب اليهودي وإسرائيل، بالأضافة إلى حاجة العلاقات بين إسرائيل وألمانيا برئاسة ميركل إلى تحسين. وإليكم نص المقال


كتب: رون بروسور

عرض وترجمة: ياسمين الطوخي


نحن بحاجة إلى التراجع خطوة إلى الوراء لشكر المستشارة الألمانية انجيلا ميركل رغم عدم وضوح مستقبل ألمانيا السياسى فى ظل انتخابات هى الأكثر تعقيدًا فى العقدين الماضيين. فعلى الرغم من الاختلافات على مر السنين فيما يتعلق بإسرائيل، فإن ميركل هي الخليفة المباشر للقادة الألمان لكونراد أديناور وهيلموت كول، اللذين قادا على مر السنين ما أصبح يعرف بـ "العلاقات المتميزة" بين البلدين. حيث حذت ميركل حذوهم وأضفت محتوى حقيقيًا وعميقًا لهاتين الكلمتين. فلم تعترف بمسئولية ألمانيا عن جرائم النازى فحسب، بل التزمت بوجود الدولة القومية للشعب اليهودى فى سلام وأمن.


وعلى صعيد آخر، فإن موقف ميركل لم يكن واضحًا منذ البداية. فشخص مثلها قادم من ألمانيا الشرقية، لا يعرف الكثير عن إسرائيل واليهود والمحرقة. لذلك كان صعودها إلى السلطة مصحوبًا بتخوف وشكوك حول سياستها ولكن سرعان ما تبددت هذه المخاوف. حيث أوضحت ميركل أنها ملتزمة تجاه الشعب اليهودي ودولته، لإيمانها بأن ألمانيا لن تكون ألمانيا بدون اليهود. ففي خطابها الأول في الكنيست عام 2008، تطرقت إلى أبعد نقطة لم يتطرق لها أى من أسلافها فى تصريحها بأن أمن إسرائيل جزء من المصلحة الوطنية الألمانية. ففى الحرب على غزة عام 2014، صرحت ميركل أن ألمانيا تحت قيادتها لا يمكن أن تكون محايدة أو غير مبالية عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل ومواطنيها.


انجيلا ميركل - مأخوذة من إسرائيل اليوم


وقد واجهت ألمانيا ماضيها بشجاعة وإخلاص تحت قيادة ميركل. حيث حاربت معاداة السامية فى ألمانيا بشكل خاص وفى أوروبا بشكل عام، كما حددت التعريف الدولى لمعاداة السامية. بالإضافة إلى إدانة البرلمان الألماني لحركة المقاطعة BDS ووصفها بأنها معادية للسامية. كما أن ألمانيا قادت المعارضة لفتح تحقيق ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاى، ولا تزال هذه الإجراءات لا تحظى بشعبية في أوروبا. ومع ذلك، لم تتنازل ميركل عن وضع اليهود وأمن دولتهم. ونتاج هذا التقارب، تم توسيع التعاون الاستخباراتى والأمنى ​​بين عدد من الدول ذوات العلاقات الوثيقة بإسرائيل في الاتحاد الأوروبى متضمنة ألمانيا. وقد مثلت هذه الخطوة أهمية فى هذا المجال التى أدت إلى إعلان حزب الله كمنظمة إرهابية.


خيبة الأمل

ومن زاوية أخرى، فيجب إلقاء الضوء على جوانب علاقتنا التى تحتاج إلى تحسين. فبالنسبة للاتفاق النووى الإيرانى، قادت ألمانيا خطًا وسطًا بينما اتبعت فرنسا وبريطانيا موقفًا حازمًا، مما يعرض هذا النهج أمن إسرائيل للخطر بشكل مباشر ويتعارض مع مصالحنا الوطنية. وبالنسبة للمنظمات الدولية فإن نمط التصويت في ألمانيا يعتبر مخيبًا للآمال ويميل إلى التوافق مع إجماع الاتحاد الأوروبى، والذي غالبًا ما يتناقض مع العلاقات المميزة بين الدول. أضف إلى ذلك تأييد ألمانيا لإدانة الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة هناك.


وينهى الكاتب مقاله قائلاً: إن الجوانب الإيجابية تفوق الجوانب السلببية. فميركل هى واحدة من القادة القلائل الذين عملوا لصالح إسرائيل من منطلق التزام حقيقى وليس فقط من أجل المصالح. وأى شخص لن يأتى أو سيأتى خلفًا لها سيكون من سياسيين من جيل ونوع مختلف. حيث أن ميركل أظهرت قيادة من النوع الذى يختفى. شكرا يا صديقتى ميركل. وداعًا وآمل أن أراك مرة أخرى فى المستقبل.

تعليقات

المشاركات الشائعة