صالح شبتاي.. شخصية إسرائيلية تمثيلية .. تعرف عليها
عرض وكتابة: ياسمين الطوخي
...
![]() |
غلاف الفيلم .. مأخوذ من ويكيبديا |
صالح شبتاى (סאלח שבתי)1 هي شخصية إسرائيلية أدبية وتمثيلية- تنتمي إلي يهود الشرق السفارديم- كتبها افرايم كيشون، وتم تمثيلها في فيلم إسرائيلي عرض عام ١٩٦٤. وأعيد تمثيل هذه الشخصية في السينما والمسرح الإسرائيلي عدة مرات.
وتدور القصة حول صالح شبتاي اليهودي الشرقي مصطحبًا عائلته الذين يهاجرون إلي إسرائيل بعد تأسيسها ويتعرض لصعوبات بالغة. حيث يرصد افرايم كيشون بصورة ساخرة ما يواجه صالح شبتاي وعائلته من صعوبات عقب الهجرة من الشرق.وكذلك يرصد العلاقات مع المقيمين في إسرائيل آنذاك (من يهود شرقيين أي السفارديم وغربيين أي الاشكناز) مما يضطر صالح للتعامل مع واقع الحياة في إسرائيل.
واسم الشخصية صالح شبتاي סאלח שבתי هو اسم رمزي يعبر عن سخرية الكاتب من الواقع الإسرائيلي آنذاك، فهو تحريف لفظي ذي رنة موسيقية للتعبير סליחה שבאתי (سليحاه شباتي) أي عذرا انك جئت. في دلالة علي اضطراب الواقع الإسرائيلي وما يعكسه من اضطراب في علاقات المهاجرين بعضهم البعض.
وهذا التحريف اللفظي لم يكن الوحيد لدي افرايم كيشون تعبيرا عن حال الإسرائيليين، إذ أنه تم تحريف تعبير סליחה שניצחנו عذرا أننا انتصرنا (سليحاه شنتسحنوا) إلي تعبير סליחה שאני חי اي عذرا انني حي (سليحاه شأني حي) في أعقاب حرب يونيو ١٩٦٧ التي اعتبرتها إسرائيل انتصارًا عسكريا وأسمتها حرب الأيام الست مقابل التسمية المصرية بنكسة ٦٧ حيث احتلت إسرائيل هضبة الجولان وجزء كبير من سيناء. للدلالة علي ويلات هذا الانتصار.
وصالح شبتاي هو مهاجر يهودي شرقي -كما ذكرنا- من إحدي الدول العربية يصطحب معه عائلته المكونة من زوجته و٧ أبناء ومعهم سيدة مسنة، وتم إرسالهم إلي מעברה (يشوف معفراه)2 أي مخيمات الانتقال. وحاول التدرب بسرعة علي شكل الحياة هناك. ويقابل العديد من المواقف أبرزها إبان اقتراب موعد إحدي الانتخابات الإسرائيلية، فيقترح ممثلو عدة أحزاب اقتراحات عديدة من بينها في لبون من صالح أن يجمع أصوات المقيمين معه في اليشوف ويحثهم علي التصويت لهم. لكن؛ صالح إنسان برئ وصادق -كما يري كاتب المقال الأصلي- يتصارع مع البيروقراطية الإسرائيلية ويستغل نقاط ضعفها ويهزمها حتي يفوز بشقة جديدة.
![]() |
افرايم كيشون .. مأخوذة من ويكيبديا عبري |
وفي حوار مع الممثلة الإسرائيلية زهريرا حريفاي4 بتاريخ 14 سبتمبر عام ١٩٨٧ ردا علي سؤال هل صالح عمل عنصري؟5
أجابت بأنه ليس عملاً عنصريا بل صالح يعد بطل شعبي مثل نصر الدين خوجة ومثل أبطال شعبيين آخرين صاروا محبوبين لدي الجمهور والذي استطاع أن يجد إجابات فورية وحكيمة للمواقف المختلفة التي تعرض لها وادئما يخرج فائزا.
وقد علق أفرايم كيشون علي فيلم صالح شبتاي في حوارٍ له في 7يونيو 1964 بعنوان (أنا صالح، وكل شئٍ آخر) قائلا: أردت أن انتقدُ ساخرًا كل ما يحدث عندنا، كما يراها صالح شبتاي. لكن أولاً وأخيرًا هو الفيلم الخاص بصالح الرجل."6
حيث تحمل شخصية هذا البطل جوانب متعددة من العقلية الإسرائيلية المتبلورة حديثا بعد العام 1948 وتظهر أشكالا مختلفة من المشاهد السياسية في إسرائيل. وهو دأب افرايم قيشون على تكوين هذا البطل رامزًا من خلاله إلى اليهودي الشرقي المهاجر من البلاد العربية والإسلامية كما ذكر مركز مدار.7
وجدير بالذكر أن شخصية صالح شبتاي التمثيلية التي كتبها افرايم كيشون8 تعرضت لنقد ساخر في إحدي حلقات المسلسل الإسرائيلي الكوميدي الساخر اليهود قادمون، إذ تم التعرض بالنقد الساخر لتمثيل البطل للشخصية ومبالغته في الأداء ونطقه لللهجة العبرية الشرقية في النسخة الأولي للفيلم.
________________
المصادر والهوامش:
1. مقال عن صالح شبتاي عبر ويكيبيديا عبري https://he.wikipedia.org/wiki/%D7%A1%D7%90%D7%9C%D7%97_%D7%A9%D7%91%D7%AA%D7%99
2. يشوف معڤراه هو معسكرات مؤقتة لجمع المهاجرين إلي إسرائيل في موجة الهجرة الكبري أثناء سنوات الخمسينات وترجع فكرتها إلي ليفي أشكول رئيس وزراء إسرائيل السابق https://he.wikipedia.org/wiki/%D7%9E%D7%A2%D7%91%D7%A8%D7%94
3. مقال مردخاي نأور https://onegshabbat.blogspot.com/2014/06/blog-post_2.html
4. زهريرا حريفاي זהרירה חריפאי ممثلة سينما ومسرح إسرائيلية ولدت عام 1929 وماتت 2013، وفازت بجائزة المسرح الإسرائيلي عام 2003. وقامت بدور سكرتيرة الكيبوتس الاشكنازية في فيلم صالح شبتاي. https://bit.ly/3jxCtJs
5. https://bit.ly/3jxFppv
6. https://bit.ly/3HSdha4
7. https://www.madarcenter.org/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA/718-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D9%8A
8. افرايم كيشون مولود في المجر عام 1924 ويؤكد في كتاباته أنه قد ولد من جديد عام 1949 في إسرائيل! وقد اشتهر في دائرة الدول المتحدثة باللغة الألمانية، بكتاباته النثرية والقصصية الساخرة بالإضافة إلي المسرحيات والمشاهد والاسكتشات القصيرة التي عرضت له فقط داخل غسرائيل، وإنما في العديد من الدول الاوروبية والآسيوية وخاصة ألمانيا واليابان ... راجع كتاب د, محمد شيحة (مختارات من الدراما الاسرائيلية مقنعون وست مسرحيات قصيرة) الصادر عن أكاديمية الفنون صـ13
تعليقات
إرسال تعليق