"الموت الأبيض" ما فعلته الكورونا بنا.. رواية جديدة لآية درويش

صورة الغلاف مأخوذة عن موقع كتبنا

عرض وكتابة: ياسمين الطوخي

صدر حديثًا عن (دار كتبنا) رواية الموت الأبيض للكاتبة الشابة آية درويش. وتقع الرواية  في حوالي 250 صفحة من القطع المتوسط. وتدور أحداث الرواية حول حياة زوجين، الزوج طبيب يسلم نفسه لمستشفي العزل من أجل تأدية واجبه نحو الإنسانية الكبري فتحتج زوجته خوفا عليه وتلجأ إلي بيت أسرتها طالبة الانفصال. ومن هنا تبدأ أحداث الرواية التي تستمر لمدة 14 يومًا تتغير فيهم حياة كلا الزوجين.

"لماذا عندما ننقطع عن العالم نشعر أن هناك الكثير من الأشياء الداخلية تطفو علي السطح؟ لماذا رحت أفكر في كل الأمور المحزنة التي كانت في حياتي؟ لماذا حدث ذلك؟"

السرد في الرواية يرتبط بشكل وثيق بأحداث الأيام الأربعة عشر، حيث يتعرض كل يوم تقريبا إلي يوم إيمان الزوجة ويونس الزوج كلٌ في مكانه. تبدأ إيمان في بيت أسرتها الذي عادت إليه من حيث خرجت منه. تفتش في أوراقها القديمة، تسترجع ما مضي، تلتقي بقدري جارها وحبيب طفولتها، تكتشف زيف بعض ما مضي، وتتحسس موضع الجرح بل وتواجهه حيث موت أبيها ووجهه الآخر الذي يطل عبر أوراقه! 

أما يونس فيبدأ من المستشفي التعليمي التي تحولت إلي مستشفي عزل. كطبيب أطفال يواجه فيروسا تنفسيا يبدأ مهمته الجديدة والغريبة بهمة عالية يحاول ان يتعلم  فيها جديدا فراح يسجل يومياته في الأيام الأولي كيلا يشغله إنقاذ الإنسانية الكبري عن إنقاذ ذكري الإنسانية الصغري (إيمان) بداخله فلا يخبت نورها داخله داخل أسوار العزل. يستدعي تاريخهما المشترك، يعيد تأملها من مكانٍ أبعد فيلتمس لها العذر في خوفها المبالغ وغضبها العارم منه! 

"كيف دار الزمان لنخوض ذلك من جديد، أن نجوب الشوارع، صحيح أننا الآن كبار، ولكننا من العقل أن نري من حولنا العالم كبير للدرجة التي تجعل مننا ندرك مدي صغر قدرنا في أن ذهابنا أو إيابنا يعني للكون شيئًا." 

وبينما تتصاعد الأحداث حتي تصل إلي نقطة النور لدي كل منهما. إيمان تري الوجه الحقيقي لقدري علي إثر مواقفه، ويونس يبصر حب زميلته الطبيبة ندي لزوجها المريض المعزول فيلوذ بطيف إيمان الذي يزوره مريضا مرتعبا فيزيده حبا وخوفا عليها لعدم ردها علي رسائله. ومن ثم يقوده ذلك إليها حتي يلقاها في النزع الأخير! 

 لغة الرواية عذبة لكن يؤخذ عليها بعض الأخطاء اللغوية إذ لم أجد مراجعًا لُغويًا في بيانات الرواية، وهو ما نطمح في تجنبه في أعمال الكاتبة القادمة بإذن الله. بينما تعد نقطة القوة فيها هي فكرتها البسيطة للغاية. فرغم أننا جميعا عاصرنا هذا الوباء وعشنا فترة العزل المنزلي وبعضنا أصابه الفيروس وربما فقد شخصا في دائرته بسببه، إلا أنه لم يستطع الكثير ترجمة ما عشناه في هذا القالب الروائي بهذه العذوبة والسلاسة.