كيف تناول الكاريكاتير الإسرائيلي زيارة نتنياهو لامريكا؟
عرض وترجمة: ياسمين الطوخي
يعد
الكاريكاتير السياسي أداة بصرية وفنية للتعبير عن رأى داخل مجتمع ما تجاه تفاعلاته
السياسية والاجتماعية. "ويعتبر الكاريكاتير السياسي أحد أبلغ وأبسط وسائل
التعبير والنقد التي تُقدم للقارئ أيا كان مستواه الثقافي أو السياسي، لملامسته
الخطوط الحمراء، وطرحه قضايا منوعة، وقدرته على النفاذ، لأن رسام الكاريكاتير
يتناول المواضيع ويعالج القضايا بروح نقدية ساخرة، ومهما اختلفت مضامينها، فإن
الهدف ظل فضح الخيارات السياسية الفاشلة."[1]
حيث "تتجلى أهمية فن الكاريكاتير
السياسي في أنه سلاح إعلامي له تأثير جماهيري واسع."[2]
ففي الرابع والعشرين من يوليو 2024، ألقى رئيس
الوزراء بنيامين نتنياهو خطابه
المرتقب أمام الكونجرس الامريكي أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة الامريكية. وقد
تناول الكاريكاتير الإسرائيلي هذه الزيارة بشكل خاص تمثل نظرة ما داخل المجتمع
الإسرائيلي قد لا تكون محل اهتمام كبير للدوائر الخارجية.
نشر رسام الكاريكاتير شلومو كوهين שלמה כהן عددًا من الرسومات الكاريكاتورية تتناول زيارة نتنياهو إلى واشنطون . نوع فيها أسلوبه بين الرسم الرمزي فحسب، وبين استخدام كلمات تحمل سخرية بين طياتها حيث نشر عبر صفحته بتاريخ 22 يوليو هذا الكاريكاتير والذي تم نشره في موقع إسرائيل اليوم. وهو صورة معبرة عن خطوات نتنياهو غير المستقرة علي حبل رفيع طرفه الأول مربوط في حمار هزاز يمثل رمز الحزب الديمقراطي، أما طرفه الآخر يمتد إلى الفيل الذي يرمز للحزب الجمهوري. ما يعني أن مرشحي الحزبين يتلاعبان بنتنياهو الذي يواجه عدم استقرار سياسي في بلاده! ولم يكتب شلومو كوهين أي تعليق علي هذه الصورة.
نقلا عن صفحة شلومو كوهين
كما نشر شلومو كوهين عبر صفحته هذا الكاريكاتير بتاريخ 18
يوليو وذلك بمناسبة الحديث عن الطائرة الرسمية (جناح صهيون) التي يستقلها نتيناهو
إلي الولايات المتحدة. يتساءل فيه عن سبب استخدام (نجمة داوود بيضاء ذات خلفية
زرقاء) كرمز للدولة الصهيونية على الطائرة، وهو في رأيه رمز للديانة اليهودية بشكل
عام. مقابل عدم استخدام (الشمعدان اليهودي) أو (نجمة داوود بين الخطين الزرق)
باعتبارهما الرمزان الأساسيان للدولة الصهيونية يتم استخدامهما في كل مناحي الدولة
الرسمية الأخرى (في جوازات السفر وبطاقات الهوية والوثائق الرسمية).
وإلى الترجمة العربية للنص:
![]() |
نقلا عن صفحة شلومو كوهين |
1.
علم
الدولة: المصمم وفقا للطاليت (وشاح الصلاة في اليهودية)
2.
الشمعدان
السداسي: أو المنوراه بالعبرية
وتظهر هذه الرموز على وثائق الدولة، وفي سفارات إسرائيل،
وعلى الزي العسكري، وفي كل ما يمثل دولة إسرائيل. ومع هذا، لم يظهر أي من هذه
الرموز على ذيل الطائرة الرسمية لدولة إسرائيل.
فالرمز الموجود على ذيل الطائرة (وهو نجمة داوود بيضاء
على خلفية زرقاء) هو رمز عام لليهودية، وليس رمز رسمي للدولة.
وعليه، نتساءل لماذا صُممت الطائرة الرسمية للدولة بهذا
الشكل مع تجاهل رموزها الرسمية السالف ذكرها؟
كما نشر عاموس بردمان في
هآرتس كاريكاتير بتاريخ 25 يوليو بعنوان (موعد غرامي سريع) سبيد ديت – واصفًا فيه
لقاء نتنياهو مع ترامب وبايدن وكاميلا.
![]() |
نقلا عن موقع هآرتس |
كما نشر عاموس بردمان في هآرتس كاريكاتير بتاريخ 25 يوليو .. يدور فيه حوار بين نتنياهو (المرتدي
قبعة زرقاء تحمل جملة انتصار محقق) وترامب الذي يجلس مستجمًا (مرتدي قبعة حمراء غير
واضح المكتوب عليها لدينا). يسأله نتنياهو عن إمكانية اللقاء؟ فيرد عليه يسأله عن
الإتاوات؟
![]() |
نقلا عن موقع هآرتس |
فيما نشر عاموس بردمان في هآرتس كاريكاتير بتاريخ 23 يوليو .. كأنما تهبط طائرة نتنياهو – جناح صهيون- (يجلس فيها بجانب سارة زوجته) إلى أرض المطار .. في حين تقلع طائرة بايدن الذي يحث الطيار على الإسراع (تحرك تحرك – دوس بنزين)
![]() |
نقلا عن موقع هآرتس |
[1] حمادة هلال، الكاريكاتير/ مادة دسمة للسخرية في
الساسة قد تصل قوتها لتحطيم شعبيتهم، مجلة الدبلوماسي، وزارة الخارجية – معهد
الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية – أكتوبر 2014 – صـ55
[2] حسام الدين مصطفى، الكاريكاتير السياسي ..
المضحك البكي!، مجلة الدبلوماسي، وزارة الخارجية – معهد الأمير سعود الفيصل
للدراسات الدبلوماسية، مارس 2011، صـ40
تعليقات
إرسال تعليق