من عمر طاهر عنده ضيوف إلى عمر طاهر صاحب بيت

 

من عمر طاهر عنده ضيوف إلى عمر طاهر صاحب بيت

بقلم: ياسمين الطوخي

       في كتابه (عمر طاهر عنده ضيوف – حكايات صديقة للبيئة) الصادر عن دار الكرمة يقرر عمر طاهر عن وعيٍ منه أو لا أن يصحبك في رحلتك والتي تختلف من قارئ لآخر/ من جلسةٍ واحدة أو عدة جلسات، ليؤنسك ببساطة!

      كأنه قد اختار أو اُختير أن يهون علينا ما نحنُ بعائشيه. أيمكن أن توجد مهمة أسمى لإنسان هذه الأيام من أن يؤنس أوقاتنا لبعض الوقت؟! نفكر ونتفكر، نبتسم ونضحك؟

      لذلك كان من المنطقي أن يكون العنوان الفرعي للكتاب هو (حكايات صديقة للبيئة) على اعتبار أن أصدقاء البيئة ليسوا فقط من يواجهون التغير المناخي، بل من يواجهون أيضًا التعكر المزاجي! هذا التعكر الذي أظن أنه مرتبط بشكلٍ كبير بأشياءٍ مزدحمة تتراكم يوميًا على عقولنا.

       يقول عمر طاهر: "أفتش عن أعمال تعيد ضبط المصنع، تخلص الواحد من كل ما تراكم بعقله وروحه ووجدانه من حوادث. أريد أن ابدأ من جديد، أن أختبر الأشياء كلها بشغف المرة الأولى، بما فيها الألم..."[1] لأضيف متفلة في صدري: (عدا الألم والعياذ بالله).

       من هنا، استطاع عمر طاهر أن يجتذبني عبر خيطٍ رفيع لا يُرى من شدة دقته لأكمل رحلة القراءة معه (قراءة الكتاب وقراءة نفسي من خلاله) لأكتشف كما يقول: "أنه ليس هناك وقت ضائع ولا حاجة."[2] إجابةً على انفعالات مكتومة تصيحُ تقارنني بالآخرين!

تصوير ياسمين الطوخي


ماذا يهمني في كتابٍ مجمله هو نص ذاتي؟



      يهمني ببساطة أن أجد أحدهم يحدثني وأن أجدني أستمع! أن يصمت كلُ شئٍ حولي عدا الصفحات الناطقة! وأن أشعر أنني ما زلتُ إنسان قادر على الاندهاش والاستمتاع!

     استمتع بحكاية الفيروزة وكيف بنى عمر طاهر علاقته بفيروز؟ استدعي حكاية شارعنا أيام اللجان الشعبية في 2011 وأقارنها بشارع وجيران عمر طاهر. أدون مقتطفات جميلة تلمسني في حكاية عمر الشريعي، لا تلمسني فحسب. بل تستوقفني الحكاية كلها فأركن هادئة إلى باب المترو الذي تحذر البنت في فيلم الخط الثالث للمترو من الارتكان إليه!


ثم أقرأ على مهلٍ الفصل الأخير. لأنني أودع الكتاب الذي حاولتُ ألا ينتهي!

      

           ثم أعيد قراءته مرة أخرى لأنني لا أريدُ له أن ينتهي حقًا! وأريد أن تزيد مقتطفاتي منه لأدونها وأحتفظ بها عندما أحتاجها!

        وأفكر مع عمر طاهر عبر سؤاله (كيف عثر النائب على السندريلا وفردة الحذاء لم تكن على مقاسها أصلاً بدليل انها انخلعت منها وهي تجري؟"[3] في عدة أسئلة كنتُ أدونها بهدف الكتابة ومن ثم أنشغل وأهجرها؟ وأواجهني بما وصلتُ إليه أنني ربما لو استمسكتُ ببعضِ حبري لكتبتُ أشياءً مما علق لكنه التشتت والتوهم بسعة الوقت!

 

 

 



[1] عمر طاهر عنده ضيوف – ص12

[2] عمر طاهر عنده ضيوف – ص16

  [3] عمر طاهر عنده ضيوف – ص166

 

تعليقات

المشاركات الشائعة